الإنس؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على وجه الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ وأخبرنا ما يقول الدرّاج في صياحه؟ وما يقول الديك في صراخه؟ وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الحمار في نهيقه؟ وما يقول القنبر في صفيره؟
قال : فنكّس عمر رأسه في الأرض ثمّ قال : لا عيب بعمر إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول : لا أعلم ، وأن يُسأل عمّا لا يعلم. فوثبت اليهود وقالوا : نشهد أنّ محمداً لم يكن نبيّا وأنّ الإسلام باطل ، فوثب سلمان الفارسي وقال لليهود : قفوا قليلاً ، ثمّ توجّه نحو عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه حتى دخل عليه فقال : يا أبا الحسن أغِثِ الإسلام. فقال : «وما ذاك؟» فأخبره الخبر ، فأقبل يرفل في بردة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا نظر إليه عمر وثب قائماً فاعتنقه وقال : يا أبا الحسن أنت لكلّ معضلة وشدّة تُدعى. فدعا عليّ كرّم الله وجهه اليهود فقال : «سلوا عمّا بدا لكم فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علّمني ألف باب من العلم فتشعّب لي من كلّ باب ألف باب» ، فسألوه عنها. فقال عليّ كرّم الله وجهه : «إنّ لي عليكم شريطة إذا أخبرتكم كما في توراتكم دخلتم في ديننا وآمنتم» فقالوا : نعم. فقال : «سلوا عن خصلة خصلة».
قالوا : أخبرنا عن أقفال السموات ما هي؟
قال : «أقفال السموات الشرك بالله ؛ لأنّ العبد والأَمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل».
قالوا : فأخبرنا عن مفاتيح السموات ما هي؟
قال : «شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله». قال : فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويقولون : صدق الفتى.
قالوا : فأخبرنا عن قبرٍ سار بصاحبه؟