وما تفوّه بهذا المقال أحد بعد أمير المؤمنين عليهالسلام إلاّ وقد فضح ووقع في ربيكة ، وأماط بيده الستر عن جهله المطبق نظراء :
١ ـ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، والي مكة والمدينة والموسم لهشام بن عبد الملك ، حجَّ بالناس سنة (١٠٧) وخطب بمنى ثمّ قال : سلوني فأنا ابن الوحيد ، ولا تسألوا أحداً أعلم منّي. فقام إليه رجل من أهل العراق فسأله عن الأُضحية أواجبة هي؟ فما درى أيّ شيء يقول له ، فنزل عن المنبر. تاريخ ابن عساكر (١) (٢ / ٣٠٥)
٢ ـ مقاتل بن سليمان ، قال إبراهيم الحربي : قعد مقاتل بن سليمان فقال : سلوني عمّا دون العرش إلى لويانا. فقال له رجل : آدم حين حجَّ من حلق رأسه؟ قال : فقال له : ليس هذا من عملكم ، ولكنّ الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي. تاريخ الخطيب البغدادي (١٣ / ١٦٣).
٣ ـ قال سفيان بن عيينة ، قال مقاتل بن سليمان يوماً : سلوني عمّا دون العرش. فقال له إنسان : يا أبا الحسن أرأيت الذرّة أو النملة أمعاؤها في مقدّمها أو مؤخّرها؟ قال : فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له. قال سفيان : فظننت أنّها عقوبة عوقب بها. تاريخ الخطيب البغدادي (١٣ / ١٦٦)
٤ ـ قال موسى بن هارون الحمّال : بلغني أنّ قتادة قدم الكوفة فجلس في مجلس له وقال : سلوني عن سنن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أُجيبكم. فقال جماعة لأبي حنيفة : قم إليه فسله. فقام إليه فقال : ما تقول يا أبا الخطّاب في رجل غاب عن أهله فتزوّجت امرأته ، ثمّ قدم زوجها الأوّل فدخل عليها ، وقال : يا زانية تزوّجت وأنا حيّ؟ ثمّ دخل زوجها الثاني فقال لها : تزوّجتِ يا زانية ولك زوج. كيف اللعان؟ فقال قتادة : قد وقع هذا؟
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ٧ / ٢٥٩ رقم ٥٣٥ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٤ / ١٧٥.