فقال الحاكم : وقد وجدت له شاهداً من حديث أهل الشام ... عن سعيد بن المسيّب : أنّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه لمّا أراد أن يزيد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقعت منازعة على دار العبّاس بن عبد المطّلب. الحديث.
صورة رابعة :
عن عبد الله بن أبي بكر ، قال : كان للعبّاس بيت في قبلة المسجد وكثر الناس وضاق المسجد ، فقال عمر للعبّاس : إنّك في سعة فأعطني بيتك هذا أوسّع به في المسجد. فأبى العبّاس ذلك عليه ، فقال عمر : إنّي أُثمنك وأُرضيك. قال : لا أفعل لقد ركب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عاتقي وأصلح ميزابه بيده فلا أفعل. قال عمر : لآخذنّه منك. فقال أحدهما لصاحبه : فاجعل بيني وبينك حكماً.
فجعلا بينهما أُبيّ بن كعب فأتياه فاستأذنا على الباب فحبسهما ساعة ثمّ أذن لهما وقال : إنّما حبستكما أنّي كنت كما كانت الجارية تغسل رأسي ، فقصّ عليه عمر قصّته ثمّ قصّ العبّاس قصّته ، فقال : إنّ عندي علماً ممّا اختلفتما فيه ولأقضينّ بينكما بما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ سمعته يقول : «إنّ داود لمّا أراد أن يبني بيت المقدس وكان بيت ليتيمين من بني إسرائيل في قبلة المسجد ، فأراد منهما البيع فأبيا عليه فقال : لآخذنّه ، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى داود : إنّ أغنى البيوت عن المظلمة بيتي وقد حرّمت عليك بنيان بيت المقدس. قال : فسليمان؟ فأعطاه سليمان» فقال عمر لأُبيّ : ومن لي بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال هذا؟ فقال أُبيّ لعمر : أتظنّ أنَّي أكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتخرجنّ من بيتي. فخرج إلى الأنصار فقال : أيّكم سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : كذا وكذا؟ فقال هذا : أنا ، وقال هذا : أنا حتى قال ذلك رجال ، فلمّا علم ذلك عمر قال : أما والله لو لم يكن غيرك لأجزت قولك ، ولكنّي أردت أن أستثبت.