كانت لذلك العهد غير متقنة. قال بعض المؤرخين وفي أيام لويس الثالث عشر في القرن السابع عشر كان ريشليو وزيره يحث الأمة على إنشاء السفن حيث جوار الأمة أقوياء في البحر ، حتى أن القرصنة أضرت بهم وبتخطف بناتهم وبيعها. وقال لهم عندنا اللوح والحديد. وكانت أخيرا سفن تونس تصنع في مرسيليا فمن ذلك المراكب التي صنعت على عهد المنعم سيدي حسين باي الثاني الحسيني وأتت في أواسط القرن الثالث عشر. وكان ثمنها من الغرامة التي ضربها شاكير صاحب الطابع على القيروان في عام ١٢٤٩ وهي خمسمائة ألف ريال. وقد تفضلت دولة فرانسا بإسقاط الكمرق على آلاتها الصادرة من تلك الإيالة مجاملة في الباي على ما قرره شيخ المؤرخين ابن أبي الضياف. وفي القديم أحدث حسان بن النعمان دار صناعة في شطوط قرطاجنة لإنشاء المراكب عام ٧٨ ولا زال هذا الاسم علما موروثا على نقطة من الشاطي المذكور حواليها بقايا رصيف. وتسرب اسم دار الصناعة مع هاته الصناعة إلى أروبا فقالوا فيه محرفا (أرسنال).
وتجدد في ذلك العصر بعد نحو ثمانية قرون ذكر بحرية الفينيقيين بإفريقيا الشمالية الذين بادت دولتهم في أواسط القرن الثاني قبل المسيح. والآن تجدد ، بعد نحو ثمانية قرون أيضا مضت على سقوط دولة إفريقية القيروانية ، دور التقدم البحري بالأساطيل العظيمة لدولة فرانسا والسفن التجارية المتقنة ، وإليك قوة هاته الدولة في البحر وتعداد سفنها الحربية والتجارية.