المزارع والمروج إلى أن يدفع بصدره في الطرف الشرقي من المدينة ، ثم يتجافى عنها إلى الشمال محيطا ببستان ليل فايرت (الجزيرة الخضراء) حتى يسقي سكان قرية لاطرونش ، ويركبونه بقنطرة تعرف بباب ليل فايرت ، تربط تلك القنطرة بينهم وبين المدينة. ثم يعود النهر الكرة على المدينة منعطفا لزيارتها مرة ثانية. وكرونوبل الجميلة تستحق تكرار الزيارة فينساب شمالها بين قصورها والجبل المستندة عليه المدينة ، وبه ثكنات العساكر. وكرونوبل حتى من عهد الرومان مركز حربي مثل كونها الآن مدينة زراعية صناعية (ومما اشتهرت به صنع القفازات) تجارية علمية. ثم يمد النهر ذراعه إلى الشمال الغربي من المدينة محتضنا لها وواصلا يده بنهر دراك الآتي من الجنوب وغربي المدينة ، فهي محفوفة بهاذين النهرين من جهاتها الثلاث. أما الجنوب فزيادة على السور يوجد خليج من ورائه كالوتر واصل ما بين النهرين ، فاستدارة الماء كانت حسنا وحصنا لهاته المدينة العظيمة في عين الناظر ، السهلة في سلوك شوارعها ، الهينة على القاصد لأطرافها والمتجول في أرجئها ومنازهها. فإذا تمادى الماشي مسايرا للنهر ومغربا بعد مشاهدة بستان البلد الذي مر ذكره فإنه يصل إلى القنطرة الغربية على النهر المسماة قنطرة باب فرانسا ، وبينها وبين القنطرة الشرقية في لاطرونش ثلاث قناطر كلها على نهير إيزاير. وفي خارج قنطرة باب فرانسا بستان دوفان ، ومن داخلها بطحاء تجمع عدة طرقات عظمى مثل نهج صان أندري ، يخترق وسط المدينة من الشمال إلى الجنوب ويتجاوزها في البساتين والضاحية أميالا كثيرة ، تكتنفه الأشجار والمنازه والقصور. وهو أعظم شارع هناك ، ويتفرع من القنطرة المذكورة شارع كنبيطة موصلا إلى الجنوب الشرقي من المدينة. ثم نهج الدكتور مازاي ، وبه منازل الأعيان ومحل للاستحمام ويتصل بالجانب الغربي من بطحاء فيكتور هيكو. ولطالما سلكنا هذا النهج المحبوب ولقينا من بعض سراة سكانه كل حفاوة وإكرام :
وكل فتى يولي الجميل محبب |
|
وكل مكان ينبت العز طيب |
وينتهي هذا الشارع جنوبا إلى نهج لافونتاين ومكتب التعليم ، ومن ورائه مكتب الطب ومكتب الصنايع المستظرفة. والطريق الموصل شرقا إلى بطحاء كنستيتيسيون هو