إلى سندعال. ولعلها تمثل الحكم بالإعدام في بعض أدوار التاريخ الذي تفننت فيه أساليب إزهاق الروح شأن الاختلاف في قوانين الأحكام وعوايد الأقطار والأعصار.
والذي ذكر في غضون التاريخ وغرايب الوقايع والمعروف من العادات الجارية : إقامة الآدمي هدفا ورميه بالبندق في بعض الأحكام الحربية ١ وهو يشبه الرشق بالسهام في القديم ٢ والقتل بالحجارة وضعا ورميا على الأعضاء الرئيسة شأن أدوار البساطة وقابيل مع هابيل ٣ أو غطا حتى تفيض الروح ٤ أو خنقا ٥ أو صبرا بالجوع والعطش ٦ أو إلقاء في الماء ٧ أو في النار شأن النمروذ مع سيدنا إبراهيم عليه السلام ٨ أو من شاهق ٩ أو سد لأبواب المساكن على الأحياء ١٠ أو بإرسال السباع. ولعب الرومانيون بهذا دورا مهما على مرسح التعذيب ١١ أو هبرا بالسيوف ١٢ أو قعصا بالرماح ١٣ أو شدخا بالعصي والدبابيس ١٤ أو حزا للرأس بمحدد ١٥ أو تثبيتا للحي بالمسامير على الألواح والجدران ، وكان هذا من بني إسرائيل في صلب شبه عيسى عليه السلام ١٦ أو بترا لأعضاء الجسد واحدا واحدا ١٧ أو ربطا بأذناب الحيوانات ١٨ أو للأعناق تدليا في الهوى وهي طريقة الحد على القاتل في تونس ١٩ أو جبرا على شرب السموم ٢٠ أو باستنزاف الدم من الشرايين وبعض العروق إلخ إلخ. والبشر لا يقف عند حد في التنوع والاختراع حتى في قتل بني جنسه وإزهاق روحه. وكما تكون سعادة البشر من البشر كذلك شقاء البشر من البشر. وسيأتي الإلماع لهذا في زيارة قصر نابليون ومستشفى باستور بباريز. وقبليا عن بستان الباستيون متحف التصوير الدهني الفايق.
وغربي البطحاء التي بها المكاتب بطحاء (بلان بالي) متسعة جدا ومخضرة الأديم بالنباتات صالحة لتجل الصبيان ورياضتهم وبالجملة فالنظافة والهدوء في جنيف لا نظير لها فيهما ولذلك يحق لها أن تسمى المدينة «الهادئة».
والاعتناء بالتعليم والمعارف في الدرجة الأولى من عواصم أروبا. والمناظر الطبيعية من الجبال والأنهر والبحيرات والأشجار والأزهار حدث ولا حرج. لذلك كانت بلاد النزهة الكاملة والعلم المنتشر يقصدها التلميذ المعتني والغريب المتنزه.