باريس منها ثلث هذه المدة (٣٧) إذ أقام بهذه المدينة ١٢ يوما (٣٨) ، كما يسعفنا نص الرحلة بعدة مؤشرات محدّدة لزمانها كقوله إن يوم ٨ جوان هو اليوم الثالث من الرحلة (٣٩) ، مما يعني أن بدايتها كانت يوم ٥ جوان ١٩١٣ م. أما نهايتها فكانت بعد حوالي شهر (٤٠) من ذلك إذ يشير إلى أن تاريخ رجوعه هو ٧ جويلية (٤١).
وتضافر عاملان دفعا بالورتتاني للقيام برحلته هذه ، أولهما الرغبة في التعرف على فرنسا واستطلاع عوائدها وحضارتها بما يفيد وطنه تونس (٤٢) ، والثاني هو الاستجابة لدعوة بعض أصدقائه في كل من فرنسا وسويسرا (٤٣). أما كتابة الرحلة فقد حثه عليها أصدقاؤه من المثقفين سواء قبل سفره أو بعده ، فقد أهاب به بعضهم أن يسجل مشاهداته ويلخصها في محاضرة يعقبها نشر (٤٤). وقد وطن الكاتب النفس على الاستجابة لهذه الرغبة فعمد إلى تدوين بعض مواد رحلته «بمفكرة السفر» (٤٥) ، غير أن تزامن عودته مع زمن الحر جعله يؤخر تحريرها إلى فصل الشتاء (٤٦). واستمرت هذه العملية سنة كاملة ، يقول الورتتاني في ختام الكتاب : «نجز بعون الله في مثل شهري الرحلة ، رجب وجوان ، من العام الموالي سنة ١٣٣٢ ه
__________________
(٣٧) المصدر السابق : ٢١٩.
(٣٨) المصدر السابق : ٢١٩. ويشير إلى أنه بارح باريز يوم ٢٩ جوان : ٢٢٠.
(٣٩) البرنس في باريز : ٨٥.
(٤٠) أشار إلى تحكم مدة رخصته الإدارية في قصر مدة الرحلة وهي رخصة دامت شهرين : المصدر السابق : ٥٥ و ٢٤٨.
(٤١) المصدر السابق : ٢٩٢.
(٤٢) البرنس في باريز : ٣.
(٤٣) المصدر السابق.
(٤٤) المصدر السابق : ٤.
(٤٥) المصدر السابق : ٣٠٩.
(٤٦) المصدر السابق : ٣ ـ ٤.