فؤاده تفكيرا. يبيع الدنيا وما فيها من مناظر برغيف ، وثوب كثيف. ومن بين أبناء أمه حواء ومن قاسموه في لبنها وحنوها وشفقتها من باتوا يشكون صدمات الطبيعة ويئنون من آلام الأمراض لا يبتغي من الدنيا ذلك العليل ، في ليله الطويل ، إلّا ظهور الصباح وانقطاع الآلام واندمال الجراح.
لذلك عقلاء البشر يبذلون أموالهم ويوقفون أعمالهم على مواساة إخوانهم من الفقراء والمرضى ـ وكنت ضمنت هذا المعنى في قصيدة استنهضت بها الهمم وجمعت المال للمنكوبين بالغرق في جزيرة شريك ، ونشرت جريدة الحاضرة جرائد فيما تجمع بأوايل العقد المنصرم مع القصيدة وهي :
الدهر شيمته يسر ويفجع |
|
والنفس تجزع والتصبر أنجع |
أهل الجزيرة عمهم سيل به |
|
فقدوا الشعور ولم يسعهم موضع |
وطما عليهم مرعدا بجيوشه |
|
فأداسهم وهم بليل هجع |
وأذاقهم هلعا به لبسوا العنا |
|
والعين تدمع والمناكب تقرع |
وربا على أعلى المنازل والربا |
|
تلفت بذاك نفوسهم والمزرع |
أسفا على تلك المنازه بعد ما |
|
باتت وصادحها بأمن يسجع |
أضحت خليجا فلكه جثث الورى |
|
والروض بلقع والحمامة أبقع |
أهل الجزيرة نسل أندلس أرى |
|
من كان يخبر دهره لا يجزع |
فكأن هذا اليوم يومكم الذي |
|
هجرت جزيرتكم به والمربع |