الجزائري ، ويسمونها «الزمالة». رسم المصور فيها انزعاج الرجال والنساء والحيوان أمام ذلك الأمر المفاجئ ، فمن الناس من يقوض البيوت ومنهم من يحمل المتاع والبعض بادر بسلاحه لتلقي المهاجمين وفريق أعجله الأمر عن إسراج خيله فهو يحاول امتطاءها ليصلى حر لظى تلك الغارة الشعواء وكأنه ينشد : قرّبا مربط النعامة مني إلخ. وآخرون من العجز والشيوخ والصبيان مرجون لأمر الله ينظرون لهيب الهيعة وقد اختلط فيها الحابل بالنابل. وفي هذا المنظر ترى ظباء الوحوش والإنس نافرة :
روعوها فتولت هربا |
|
أرأيت كيف ترتاع الظبا |
والصورة خيالية لا واقعية ، ومقدرة المصور واتساع خياله هي التي استلفتت الأنظار. وعندي أن التصوير والتمثيل والقصص أحسنها ما كان مطابقا للواقع أما النسج في هاته الثلاث على حسب التخمين والاختراع فإبداع أرباب الصناعة ، وأعمالهم فيها أشباح بلا أرواح ، وأنت بالروح لا بالجسم إنسان.
٦. وفي خزائن فرساي عربات ملوك فرانسا في القديم غاية في الإبداع والتحلية بنفيس النقدين.
٥. تجولت في مساكن أثاث وفرش لويز الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر ، وشتان ما بين منزله هنا ومنزله في فراين. وما في فرساي من البناءات ، وإن لم تكن له فائدة ودخل مالي ، لكنه يدل على مقدرة الملوك المالية ودرجة الحضارة في البناء وعوائد الأثاث في ذلك العصر :
همم الملوك إذا أرادوا ذكرها |
|
من بعدهم فبشامخ البنيان |
كما أن الصور الدهنية بها يحفظ التاريخ ، وتظهر منها مقدرة الخيال وأنامل الراسمين وتفيد أنموذجا من الرقي الصناعي في العالم ، وتحث بني الإنسان على المنافسة في إتقان الصنائع بالتقليد واختراع الجديد وتتابع الأفكار يزداد بها النفع في المآل. وفي جسد الإنسان الترابي وأعضائه وحواسه وعقله وتفكيره مجموعة معادن