صان ريمو بقرب كنيسة صان سيرنا مجانا أي بلا شي زايد على الإحسان للقيمة ، وبه فاضل المتحف الأكبر ووقفت فيها على جثة بشرية «موميا» مسودة الجلد من ليالي أربعة آلاف سنة ومن عقاقير التصبير الفعالة المجهولة التركيب حتى الآن وحوض الجثة وغطاؤها عليهما ألوان دهنية وكتابة مصرية.
قرأت كتابة بالخط الكوفي في بعض أدواره بالقرن السادس تقريبا على قطع ٩ نحاسية من إسطرلاب ذكرني في شعر أبي الفتح :
ومستدير كجرم البدر مسطوح |
|
عن كل رائقة الأشكال مصفوح |
ملء البنان وقد أوفت صفايحه |
|
على الأقاليم من أقطارها الفيح |
وإن مضت ساعة أو بعض ثانية |
|
عرفت ذاك بعلم فيه مشروح |
وفي الدوائر من أشكاله حكم |
|
تنقح العقل منا أي تنقيح |
لا يستقل لما فيها بمعرفة |
|
إلّا الحصيف اللطيف الحس والروح |
نتيجة الذهن والتفكير صوره |
|
ذوو العقول الصحيحات المراجيح |
ذكروا أن أبا القاسم هبة الله المنعوت بالبديع الأسطرلابي الشاعر المشهور المتوفى سنة ٥٣٤ هجريا كان وحيد زمانه في عمل الآلات الفلكية ، متقنا لهذه الصناعة وحصل له من جهة عملها مال جزيل في أيام خلافة المسترشد ، ولما مات لم يخلفه في شغله مثله. والأسطرلاب كلمة يونانية معناها ميزان النجوم ، ينسبون وضعه إلى بطليموس صاحب المجسطي.
أثنينا على صانع الأسطرلاب بأبيات من شعر أبي الصلت أمية بن عبد العزيز مادح يحيى بن تميم ابن المعز بن باديس بالمهدية في القرن ٦ هجري :