فراشه وعليه سواده وطيلسانه والطويلة وعمامته ، وبعد أن وقفوا وسلموا انحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته وقال لهم : انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالستكم وحاورهم بعد ذلك.
ولما دخل عبيد الله المهدي عام ٢٩٧ رقاده جنوب القيروان بنحو أميال ٩ ، الباقية منها الآن أطلال وحياض. كان عليه ثوب خز أدكن وعمامة مثله وتحته فرس ورد ، وأبو القاسم ابنه خلفه عليه ثوب خزخلوقي وعمامة مثله وتحته فرس أشقر ، وأبو عبد الله الشيعي أمام عبيد الله وعليه ثوب توتي وظهارة كتان وعمامة ومنديل إسكندراني ، وتحته فرس كميت وبيده سبنية يمسح بها العرق والغبار عن وجهه ، والناس بين يديه يسلمون عليه. وقال ابن الرقيق فيباديس الصنهاجي عام ٤٠٦ مادحا له ومشيرا إلى عمامته الحمراء :
تجلو عمامته الحمراء غرته |
|
كأنها قمر في حمرة الشفق |
وفي الدولة الحفصية قال صاحب كتاب «مسالك الأبصار في أخبار ملوك الأمصار» المؤلف في النصف الأول من القرن الثامن ما نصه : وأما زي صاحب إفريقية القائم الآن في لبسه فهو عمامة ليست بمفرطة في الكبر تحنك ، وعذبة صغيرة وجباب ، ولا يلبس هو وعامة أشياخه والجند خفا إلّا في السفر ، وغالب لبسه ولبس أكابر أشياخه من قماش يسمى السفساري يعمل عندهم من حرير وقطن أو حرير وصوف ، إما أبيض أو أحمر أو أخضر ، وقماش يعرف بالجزيري وهو صوف رفيع جدا ، أو قماش يعرف بالتلمساني مما يعمل بتلمسان ، وهو نوعان مختم وغير مختم ، منها صوف خالص ومنها صوف وحرير. والسلطان يمتاز بلبس الخز ولونه بين الخضرة والسواد ، وهذا اللون هو المسمى بالجوزي والغباري وبالنفطي. قال ابن سعيد : وهو مما يخرج من البحر بصفاقس المغرب وأنا رأيته كيف يخرج ، يغوص الغواصون في البحر فيخرجون كمائم شبيهة بالبصل بأعناق في أعلاها زبورة فتنشر في الشمس فتنفتح تلك الكمائم الشبيهة بالبصل عزوبر ، فيسمط ويخرج صفوه ويغزل ويعمل منه طعمة لقيام حرير ، وينسج منه ثياب مختمة وغير مختمة. وهو أفخر الثياب السلطانية