الضياف برد الله ثراه. وذلك على عهد المنعم حسين باي الثاني الذي كان يلبس المحصور ، وهو ما كان بدون جبة ، وفوق باقي الثياب البرنس على الأكتاف.
بقي الكلام على العمائم وهي تيجان العرب تناط بعد إماطة التمائم ويدخل بها الشاب في دور الرجولية. قال الحريري : مذ ميطت عني التمائم ، ونيطت بي العمائم. وكانت عادة العرب إذا بلغ الصبي أزالوا التمائم عنه وهي الحروز التي توضع في رقاب الصبيان ، وفيها المعاذا والأدعية الصالحة توضع في محافظ من الجلد البسيط أو المزركش أو من الفضة أو الذهب وألبسوه العمامة وقلدوه السيف. وفد الرماح بن يزيد المعروف بابن ميادة على الوليد بن يزيد بن عبد الملك ومدحه ، فأمره بالمقام عنده فأقام ، ثم اشتاق إلى وطنه وقال من ضمن قصيدة التشوق :
بلاد بها نيطت علي تمائمي |
|
وقطعن عني حين أدركني عقلي |
فإن كنت عن تلك المواطن حابسي |
|
فافش علي الرزق واجمع إذا شملي |
فأعطاه الوليد مائة ناقة دهماء جعداء ، ومائة ناقة صهباء ، فجعلت هذه تضيء من جانب وهذه تظلم من جانب آخر.
وإلى الآن العادة في القيروان تحتم لبس العمامة على الشبان عند الزواج الذي يباكرون به أكثر من غيرهم لما فيه من المصلحة الدينية والعمرانية ما لا يخفى. كما أن لبس العمامة يوم الزواج عادة سائرة في حواضر تونس ، فيعرف العزب بلبس القلنسوة ويعرف المتزوج بلبس العمامة. ولذلك يسمون ليلة العرس ليلة التعميمة.
وجدت العمامة مرسومة في الحجارة على صور سكان إفريقيا قبل الإسلام وعليهم الجباب المعلمة.
قال ابن خلدون : إن العرب يرسلون من أطراف عمائمهم عذبات يلتثم قوم منهم بفضلها وهم عرب المشرق ، وقوم يلفون منها الليث والأخدع قبل لبسها ثم يلتثمون بما تحت أذقانهم من فضلها وهم عرب المغرب.
والبرنس بالضم كل ثوب رأسه منه ملتزق به دراعة كان أوجبة وهو من البرس