جميع السكان من المسلمين واليهود :
الرجال |
٧٥٥٨ |
النساء |
٨٨٥٨ |
واستفدت من إظهارهم السرور بهذا أنهم بشريون يحبون سعادة الإنسان في أي مكان ، كائنا من كان ، بقطع النظر عن الأجناس والأديان ، وأظن أن هذا ليس في بعض الأفراد بل في أكثرهم ، مثلما تأمرنا شريعتنا بالأقساط والمبرة ولو لمن خالفنا في الدين من المحسنين.
كثيرا ما خاضوا معي في شئون الزواج واستطلعوا رأيي عن درجة المرأة عندنا في المعارف وفي الحرية ، ويعنون بها خروجها بدون خمار وزواجها بمن تريد وبمن يراها ، وعن تعدد الزوجات ، والطلاق. وفي الغالب لا يقنعهم الجواب عن بعض هاته الفصول ، ولا سيما كون العصمة بيد الزوج يطلق متى شاء ، والحكم على المرأة بحجرها بين الجدران مدة الحياة وجمعها مع عدة زوجات. وأكثر الأسئلة عن مثل هذا الموضوع من النساء اللاتي يهمهن هذا الأمر. وقد تقدم لنا فيما بين ليون وباريز ما دار من الحديث في هذا الغرض بالقطار مع بعض عائلات ليون. وربما كان لمن لم يقنعهن الجواب عذر مقبول لأن هذا في عينهن سلب للحرية التي اعتدنها. والفطام صعب. وكذلك دواعي الغيرة من النسوة توجب عليهن النفرة من الضرة ، فكأنهن يقلن كيف الحياة مع الحيات في قفص؟ أما المعارف للمرأة وزواجها برضاها وبمن يراها وخروجها لبعض الأسباب بالجلباب فهو من قديم في الإسلام. ولئن تقلص قليلا بعض ذلك بعوائد القرون المتوالية فللمسلمين تشوف وتشوق إلى رجوع ما يكون به الزوجان ، ومنزلهما وأبناؤهما على وفاق مستمر وفي سعادة دائمة. وليت شعري متى ترى العائلة مقامة قواعدها على ما قرره الفيلسوف ابن سينا المتوفى سنة ٤٢٨ وهو ما ذكرناه بصحيفة ١٣٥ في المحادثة التي جرت بيني وبين عائلة بين ليون وباريز.
كانوا يسألونني بمناسبة ذكر إدارة الأوقاف عن مسمى هاته الإدارة وموضوعها وأعمالها حيث لا يوجد في نظامهم لها نظير. فكنت أقول بأن الذين أرادوا فعل البر ونفع البشر فيما مضى عمدوا إلى تأبيد النفع بإخراج شيء من أملاكهم يصرف