قدماؤهم مقدرة في العمل واعتدالا في التفكير عادا بالنفع في عالم الاجتماع.
وتلك من مزايا التعليم الصحيح الذي نشره بها السيد البشير صفر في السنوات الأولى منها ونفخ فيها من روحه وأخذ بضبع تلامذتها فأصبح لسان حالهم ينشد :
كم من يد بيضاء قد أسديتها |
|
تثني إليك عنان كل وداد |
شكر الإله صنايعا أوليتها |
|
سلكت مع الأرواح في الأجساد |
هكذا كان المنعم خير الدين بالمدرسة الصادقية في عهد تأسيسها وقدماؤها الآن هم رجال الحاضر. بلغني أخيرا أن هاته المدرسة بهمة أمير الاقتصاد ، والمحبوب بجلائل أعماله وإحساسه بين أبناء البلاد. السيد عبد الجليل الزاوش قد اتسع نطاق التعليم بها بقدر ما ضاق الخناق على ماليتها. ومن الواجب على سراة الأمة مددها وعلى تلامذتها بالمملكة إعانتها ، وعلى قدمائها أن يفكروا في مستقبلها وينشروا بعض المطبوعات العلمية باسمها خدمة للمعارف وتخليدا لذكرها وإيرادا مثمرا لحياتها.
يرى من الفرنساويين في آن واحد مع التعجب مما ذكر علامات السرور بترقي النوع البشري ، وبالأخص الممالك التي لها امتزاج بأبناء وطنهم حيث حصل التيقظ والشعور بواسطتهم ، وقد حدثناك بطرف من هذا في إيسودان. وامتزاج الأمم الحية بغيرها مما يبعث على اكتساب العلوم ، وتقليدها في كل معلوم. وإدارة المعارف الآن معتنية ببث علوم اللسان والجغرافيا والتاريخ وغيرها مما به المباراة في معترك الحياة ومن حسناتها الأخيرة إرسال بعض كبار التلامذة إلى فرانسا للتعليم العالي وصغارهم للرياضة.
٤. من لوازم المسافر اللغات لأنها وسطة المناجاة ، ونعم العون في الأسفار اللغات ، خصوصا وأبناء الممالك المتباعدة أصبحوا كعائلة واحدة بفضل وسائل المواصلات برا وبحرا ، وإذا لم يتفاهموا فلا تحصل ثمرة من الاجتماع ولا تعاون على المقاصد. وقضية برج بابل الذي اتفق ذرية نوح على إشادته بعد الطوفان قضى تبلبل