«ومن عوايد أروبا سفر العروسين وقت الزفاف ، ولعلهم يرون فيه راحة من تكاليف المنزل وقبول المهنئين. والمسافرون يركن بعضهم إلى بعض بداعي الحاجة والإعانة ، وفي السفر يعلم الإنسان قيمة نفسه ، واحتياجه إلى بني جنسه ، والإنسان مدني بالطبع. يعمد هاذان الرفيقان ، في مبدأ تعارفهما ، للاجتماع العمري على وجه الأرض ، إلى الترافق في سفر قصير يستفيدان منه لزوم إعانة كل منهما للآخر في سفر الحياة الطويل وحاجته الشديدة إليه ، ولكي يعلما أن ليس لهما ثالث يعتمدان عليه في شؤونهما أو له حظ في القرب من منزلة اتحادهما.».
نص الرحلة ص ٨٦
«... وكلما زاد النهار ازداد الاضطراب ، وأتعب الدوار الركاب وبالأخص أصحاب الدرجة الرابعة الذين على سطح السفينة ، فقد ابتلت حقائبهم وأمتعتهم التي طفت عليها الأمواج فأصعدوهم على سطح بيوت الأكل ومجالس الراحة بعدا عن تيار الماء واختطاف الأمواج حيث مجالس الرتبة الأولى والثانية بأسفل بطن السفينة ، وأما الرتب الأخيرة والرخيصة ففي أعلاها عرضة للحر والقر. وكذلك مجالس التمثيل حيث أهل الدرجة الأولى ينظرون للمرسح وأدوار الرواية أفقيا على مساواة سطح مجالسهم. وصار منظر السفينة محزنا ، حيث لا يرى إلا ركاب مبتلي الثياب ، وآخرون بدواير السفينة يتجرعون ما في بطونهم من آلام الدوار.».
نص الرحلة ص ٩٤