فخرجت ، نقل ذلك الحموي. رحل أبو عقال غلبون ابن الحسن من القيروان إلى مكة في القرن الثالث وهو من عائلة بني الأغلب فرحلت إليه أخته من القيروان لزيارته وأقامت معه بمكة حتى مات فقالت في حقه :
ليت شعري ما الذي عاينته |
|
بعد طول الصوم مع نفي الوسن |
مع عزوب النفس عن أوطانها |
|
والتخلي عن حبيب وسكن |
يا شقيق ليس في وجدي به |
|
علة تمنعني من أن أجن |
وكما تبلى وجوه في الثرى |
|
فكذا يبلي عليهن الحزن |
١٣٢٠ ـ ١٩١٢ في العام الفارط سافر صديقنا الفاضل الحسيب النحرير سيدي الخضر ابن الحسين إلى دمشق الشام لزيارة أقاربه بيت العلم والشرف والنزاهة ومكارم الأخلاق ونشرت جريدة الزهرة من تحرير قلمه البليغ وأدبه الغزير في شأن الرحلة ما تسابقت أيدي قراء العربية إلى تناوله من مطبوعات تلك الجريدة وادخاره ذخرا بين عيون الأخبار وأحاديث الأسفار.
ومن عوايد أروبا سفر العروسين وقت الزفاف ، ولعلهم يرون فيه راحة من تكاليف المنزل وقبول المهنئين. والمسافرون يركن بعضهم إلى بعض بداعي الحاجة والإعانة ، وفي السفر يعلم الإنسان قيمة نفسه ، واحتياجه إلى بني جنسه ، والإنسان مدني بالطبع. يعمد هاذان الرفيقان في مبدأ تعارفهما للاجتماع العمري على وجه الأرض إلى الترافق في سفر قصير يستفيدان منه لزوم إعانة كل منهما للآخر في سفر الحياة الطويل وحاجته الشديدة إليه ، ولكي يعلما أن ليس لهما ثالث يعتمدان عليه في شؤونهما أوله حظ في القرب من منزلة اتحادهما. وليس للعروسين من درس لذيذ ومفيد لهذا الغرض العظيم أحسن من السفر وهذا شأنهم في غير سفر الزواج ، فمتى رحل الرجل في أي خدمة أو نزهة إلا وعياله معه ، وإذا تمثلنا نحن بقول الشاعر :