وأما تسمية هذا الجبل بأم السّكارى أو جبل السّكارى فنظنّها من جهة اجتماع الناس فيه للنزهة والشرب من أيام الجاهلية ، ويقال : إنّ أبا سفيان بن حرب إنما اجتمع مع سمية أم زياد في هذا الجبل ، أتاه بها أبو مريم الخمار.
وهناك جبل مناوح لمسجد ابن عباس ، على مسافة (٢٠) دقيقة منه ، فيه صخور كثيرة ، عليها كتابات وصور حيوانات ، ومن هذه الكتابات ما يظهر أنّه قديم ، ومنه ما هو من القرن الثالث أو الرابع أو الخامس. وقد نقل الخير الزركلي منها كتابة هي (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب : ٥٦] وفي آخرها محمد بن مهدن.
وجبل آخر اسمه الرّدّف ـ بفتح الدال وتشديدها ـ يذهب السائر إليه من الباب الذي بقرب مسجد ابن عباس رضياللهعنه ، ويأخذ الوصول إليه نحو ساعة من الزمن ، على طريق بستان حوايا ، وبستان شهرا.
وفي الرّدّف هذا حجارة كبيرة مترادفة ، على بعضها كتابات ، قرأنا بعضها ، وهو من الخط الكوفي القديم من القرن الأول وما يليه. نقل من ذلك الخير الزركلي في كتابه «ما رأيت وما سمعت» (١) الجمل الآتية :
عبد الله بن علي بن أبي محجن يسأل الله بوجهه الكريم الجنّة.
عبد الله بن علي بن أبي محجن يسأل الله القتل في سبيله على بركته.
عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن ، يشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير ، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما.
وبينما كنا قافلين من وادي ليّة إلى الطائف ، رأينا أيضا كتابات على
__________________
(١) [ما رأيت وما سمعت : (٥٩)].