المعدن ، ومع هذا فقد أمكنهم أن يحققوا وجود التعدين القديم في نقاط عدة ، وجاءوا بحجارة مأخوذة كيفما اتفق من على سطح الأرض ، ووجدوا (٤٨) غراما من الذهب في الطن الواحد ، ووجدوا فضة ونحاسا وحديدا ، ولكنّ النتائج لم تكن بحسب المأمول منها ، لعدم اعتمادهم في التعدين على أرباب الفن ذوي الاختصاص.
ثم إنّ إسماعيل باشا بلغه ظهور معادن ذهب في السودان ، فانصرف عن معادن مدين إليها. ولم تلبث أن استرجعت الدولة العثمانية مدين إلى إدارتها ، فبطلت كلّ حركة بحث في مدين (١).
وفي جنوبيّ مدين معدن يقال له الحراضة (٢) ، ثم إلى الجنوب منه
__________________
(١) بعد أن احتلّ الإنكليز مصر ، بادرت الدولة إلى استرجاع سواحل العقبة والوجه وما يليها من يد الحكومة المصرية ، حتى لا تجعل للإنكليز يدا في الحجاز.
ولو لم تفعل الدولة ذلك لكان شطر من الحجاز الآن تحت سيطرة إنكلترة ، وبرغم هذا ، فقد أذاق الإنكليز بعد ذلك السلطان عبد الحميد عرق القربة من أجل العقبة ، وما رجعوا حتى ألحقوا طابة بمصر ، لتكون العقبة تحت طائلة قوتهم ، ثم لما زالت الدولة العثمانية بعد الحرب العامة لم يزالوا حتى ألحقوا العقبة بشرقي الأردن ، بموافقة الملك علي بن الحسين ، الذي كان سمّي ملك الحجاز حينئذ لأخيه الأمير عبد الله أمير هذه الجهة ، ويقال بموافقة غيره من أمراء الحجاز. وقد احتجّ على ذلك المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في مكة منذ خمس سنوات ، ولم يعترف الملك ابن سعود باعتداء إنكلترة هذا على العقبة ومعان اللتين كانتا تابعتين للحجاز مع كل مراودتها له على هذا الأمر ، ومع استظهارها باعتراف الملك علي.
(٢) في «معجم البلدان» ذو حرض ـ على وزن عنق ـ واد لبني عبد الله من غطفان ، على مقربة من معدن النقرة ، ولم يقل شيئا عن هذا المعدن ، ولقد جاء ذلك التعريف بعينه في «تاج العروس».
وأما الحراضة ـ بضم أوله ـ فقد قالوا : إنه ماء بالمدينة ا ه من هوامش الأصل.