في حائط ابن طارق بأسفل مكة.
وكان صالح بن العباس لما فرغ منها ركب بوجوه النّاس إليها ، فوقف عليها حين جرى فيها الماء ، ونحر عند كل بركة جزورا ، وقسّم لحمها على الناس. انتهى.
وقال ابن خلكان (١) : أمّ جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، هي أم الأمين محمد بن هارون الرشيد ، وكان لها معروف كثير ، وفعل خير ، وقصتها في حجّها ، وما اعتمدته في طريقها مشهورة ، فلا حاجة إلى شرحها.
قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «كتاب الألقاب» : إنها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار ، وإنها أسالت الماء عشرة أميال بحطّ الجبال ، ونحت الصخر ، حتى غلغلته من الحل إلى الحرم ، وعملت عقبة البستان ، فقال لها وكيلها : يلزمك نفقة كثيرة ، فقالت : اعملها ، ولو كانت ضربة فأس بدينار ، وكانت وفاتها سنة ست عشرة ومئتين في جمادى الأولى ببغداد رحمها الله تعالى. انتهى.
وأما ابن جبير الأندلسي (٢) ، وقد كانت حجته في سنة (٥٧٩) فإنّه ذكر زبيدة في كلامه الذي يلي : فاجتمع بعرفات من البشر جمع لا يحصي عدده إلا الله عزوجل. ومزدلفة بين منى وعرفات ، من منى إليها مثل ما من مكة إلى منى ، وذلك نحو خمسة أميال ، ومنها إلى عرفات مثل ذلك ، أو أشفّ قليلا ، وتسمّى المشعر الحرام ، وتسمى جمعا.
قال الحريري في «مقاماته» :
وقلت لعاذلي مهلا فإنّي |
|
سأختار المقام على المقام |
__________________
(١) [«وفيات الأعيان» : ٢ : ٣١٤)].
(٢) [«رحلة ابن جبير» (١٣٤)].