وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وعظم البلاء ، ونجم النفاق ، وكثر الخوض ، وبلغت القلوب الحناجر.
وقال المنافقون والذين في قلوبهم مرض : (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً).
وكان أمير المؤمنين «عليهالسلام» على العسكر كله بالليل يحرسهم ، فإن تحرك أحد من قريش نابذهم. وكان النبي «صلىاللهعليهوآله» يحرس بنفسه بعض مواضع الخندق.
ولم يكن بين المسلمين والمشركين قتال إلا الرمي بالنبل والحصا. وكان المشركون يتناوبون على الخندق ، فلا يمكنهم عبوره والمسلمون يمنعونهم بالنبل والحجارة.
وأصيب يومئذ سعد بن معاذ «رحمهالله» بسهم ، رماه به حبان بن العرقة.
وقيل : رماه به أبو أسامة الجشمي ، أو خفاجة بن عاصم.
فجعل سعد «رحمهالله» في خيمة رفيدة ، التي كانت تداوي فيها الجرحى. ويبدو أن جماعات من المسلمين قد تركوا النبي «صلىاللهعليهوآله» وفروا ، واختبأوا في حديقة هناك وفيهم عمر بن الخطاب وطلحة ، وقد كشفت عائشة أمرهم ، وذلك بعد إصابة سعد بن معاذ.
كما إن النصوص تؤكد على : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد بقي في ثلاث مئة من المسلمين.
بل في نص آخر : إنه لم يبق مع النبي «صلىاللهعليهوآله» سوى اثني عشر رجلا فقط.