وقد تحدثت الآيات القرآنية عن هؤلاء الفارين ، فراجع سورة الأحزاب.
ومهما يكن من أمر : فقد انتدب فوارس من المشركين فأتوا مكانا ضيقا من الخندق ، وأكرهوا خيلهم على عبوره ، فعبره عكرمة بن أبي جهل ، وعمرو بن عبد ود ، وضرار بن الخطاب الفهري ، وهبيرة بن أبي وهب ، وحسل بن عمرو بن عبدود ، ونوفل بن عبد الله المخزومي.
فخرج أمير المؤمنين «عليهالسلام» في نفر من المسلمين ، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها. وطلب عمرو بن عبد ود البراز فلم يبرز إليه أحد من المسلمين ، وخافوا منه خوفا شديدا ، لما يعرفون من شجاعته وفروسيته ، وكان يعد بألف فارس. وطلب عليّ «عليهالسلام» من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يأذن له بمبارزته فلم يأذن له.
فكرر النداء ، وأنشد الشعر ، وعيّر المسلمين المحجمين عنه فطلب علي الإذن مرة أخرى فلم يأذن له الرسول «صلىاللهعليهوآله».
فلما كان في المرة الثالثة ، ولم يبادر إلى ذلك سوى علي «عليهالسلام» أذن له النبي «صلىاللهعليهوآله» وعممه ودعا له ، وقال : برز الإيمان كله إلى الشرك كله. فبارزه علي «عليهالسلام» فقتله. وقتل ولده حسلا ، ونوفل بن عبد الله ، وفر الباقون.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «ضربة علي يوم الخندق تعدل (أو أفضل من) عبادة الثقلين إلى يوم القيامة».
وزعمت بعض الروايات : أن الذي قتل نوفلا هو الزبير ، وسيأتي الإشكال في ذلك.
وتزعم بعض الروايات : أن نعيم بن مسعود قد ساهم في إحداث