المسلمين وعلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
فإننا لا نكاد نفقه له معنى مقبولا ، لأنه إذا كان سبب انزعاج المسلمين ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو كون السابق أعرابيا ، فإن أعرابيته لا تلغي حقه ، ولا تسقط كرامته عند الله ، ولا توجب حرمانه من الامتيازات التي يستحقها.
وإن كان السبب هو انتساب العضباء إلى الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، فإن ذلك يثير علامة استفهام حول صدقية سبق أفراس ، وإبل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لأن الناس ما كانوا يرضون بأن تسبق ، بل إنهم كانوا يعلمون : أن ذلك يزعج الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وهذا يجعلهم يترددون في التقدم على أفراسه ، وإبله «صلىاللهعليهوآله» ..
ولا مجال لقبول الزعم : بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يعتبر المسألة مسألة شخصية بالنسبة إليه ، بحيث يكون سبق الأعرابي على قعوده لناقته حطا من مقامه ، وإنقاصا من قدره.
فإن ذلك ليس فقط يعد طعنا في النبوة ، بل هو طعن في توازن شخصيته ، وسلامة تفكيره «صلىاللهعليهوآله» ..
٧ ـ ويجوز لنا أن نحتمل : أنه قد كان هناك تعمد للتقليل من شأن العضباء ، واعتبارها قد انحط مقامها ، ووضع ما ارتفع منها. وبيان أن هذه الناقة التي كانت قوتها مصدر اعتزاز للمسلمين ، ولم يكن لها منافس ، قد وجد ما تفوّق عليها من إعرابي عابر.
ونحن وإن كنا لا نملك شيئا يفيد في تأييد هذا الاحتمال ، ولكننا نتجرأ على إطلاقه في ساحات التداول لأننا نعرف أن ثمة كرها عميقا لأهل البيت