ونقول :
معنى كلمة «جحشت : تقشر جلدها» ومن الواضح : أن تقشر الجلد لا يوجب العجز عن القيام في الصلاة .. فما معنى قولهم : إنه «صلىاللهعليهوآله» كان يصلي قاعدا .. وهو ـ على الأقل ـ يقدر على التكبير والقراءة من قيام ، ومع القدرة على ذلك ، فإن الصلاة من جلوس لا تجزي.
ثالثا : دعواهم نسخ ذلك بما جرى في آخر حياته «صلىاللهعليهوآله» .. حيث صلى الناس حينئذ قياما ، خلفه ، وهو جالس ، فقررهم «صلىاللهعليهوآله» على ذلك.
إن هذه الدعوى : غير ظاهرة الوجه ، إذ لم نجد ما يدل على أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أمرهم بالقيام ، فإن كانوا قد بادروا هم إلى القيام خلفه وهو جالس ، من دون أن يأمرهم بذلك ، فقررهم على فعلهم.
فالسؤال هو : لماذا وقف الصحابة خلفه ، مع أنه «صلىاللهعليهوآله» كان قد أمرهم في حادثة وقوعه عن الفرس بأن يصلوا من جلوس ، إذا كان الإمام يصلي جالسا. بل كان عليهم أن يبادروا إلى الجلوس ، التزاما بما كان قد علمهم إياه. فلماذا انعكس الأمر؟!
رابعا : إن دعوى النسخ لا مجال لقبولها ، لأنهم يقولون : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» حين أمر الناس بالجلوس في صلاتهم خلفه قد علل ذلك بقوله : «إنما جعل الإمام إماما ليؤتم به ، فإذا ركع فاركعوا الخ ..» (١).
__________________
(١) راجع هذه الفقرة في المصادر التالية : إختلاف الحديث ص ٦٦ و ٦٧ وسنن البيهقي ج ٢ ص ٩٧ و ٣٠٣ وج ٣ ص ٧٨ و ٧٩ وحلية الأولياء ج ٣ ص ٣٧٣