وجاء به إلى أمه. فدهشت ، وبكت ، فخاف الصبي ، وهرب إلى السطح ، فتبعته فرمى بنفسه عنه ، فمات أيضا.
فسكتت المرأة ، وأدخلت ابنيها البيت ، وغطتهما بمسح في ناحية من البيت. واشتغلت بطبخ الحمل ، وكانت تخفي الحزن ، وتظهر السرور ، ولم تعلم زوجها بالأمر.
فلما تم الطبخ ، وقرب إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» جاءه جبرئيل ، وقال : يا محمد ، إن الله يأمرك أن تأكل مع أولاد جابر.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ذلك لجابر ، فطلب جابر ابنيه. فقالت امرأته : إنهما ليسا بحاضرين.
فأخبر جابر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بذلك ، فقال : إن الله يأمرك بإحضارهما.
فرجع إلى امرأته فأخبرها ، فبكت ، وكشفت له الغطاء عنهما ، فتحير جابر ، وبكى ، وأخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» بالأمر. فنزل جبرئيل ، وقال : يا محمد ، إن الله يأمرك أن تدعو لهما ، ويقول : منك الدعاء ، ومنا الإجابة والإحياء.
فدعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فحييا بإذن الله (١).
وفي مناسبة أخرى : ذبح جابر شاة ، وطبخها ، وثرد في جفنة ، وأتى به رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فأكل القوم. وكان «صلىاللهعليهوآله» يقول لهم : كلوا ولا تكسروا عظما. ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» جمع العظام ،
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٥٠٠ عن شواهد النبوة.