وقال تعالى في إشارة إلى ذلك : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) (١).
تجديد العهد ، وزيادة المدة :
وقد كان طلب أبي سفيان من النبي «صلىاللهعليهوآله» تجديد عهد الحديبية ، والزيادة في المدة ، هو الخدعة التي أعدها هذا الرجل ، ومن ورائه قريش ، للتملص والتخلص من تبعات الجريمة التي ارتكبوها في حق صبيان ونساء وضعفاء خزاعة ..
وذلك بتقدير : أن يكون ذلك الطلب يشير إلى الرغبة في تأكيد العهد ، ومن تكون لديه هذه الرغبة ، فلا يعقل أن يكون قد نقض ما يسعى إلى تقويته!!
ويعزز ذلك ويقويه : طلب الزيادة في المدة ، لأن ذلك يبعّد احتمال نقض العهد أيضا. فإن ناقض العهد لا يعترف بوجوده ، وقريش تعترف بالعهد ، وببقائه ، بل هي ترغب في إطالة أمده ..
وهذا كله يدخل في سياق الإيحاء ببراءة قريش مما جرى لخزاعة. وهو أحد مظاهر جحود ما ظهر من نقضها للعهد ، بالمشاركة في العدوان على خزاعة.
وهو عين الرأي الذي طرحه أبو سفيان ، واستبشرت به قريش ، حينما ائتمروا فيما بينهم حول كيفية الرد على الخيارات التي عرضها النبي «صلى
__________________
(١) الآية ١٣ من سورة العنكبوت.