وكيف أصبح الأنصار أربعة آلاف؟ في حين أنه لم يستطع أن يجند منهم ومن المهاجرين وممن حولهم من الأعراب أكثر من ألف وخمس مائة مقاتل إلى ألف وثمان مائة ، فراجع : حرب خيبر والحديبية وغيرهما ..
إلا إن كان سكان المدينة يتكاثرون كما يتكاثر بعض فصائل الحيوان؟
ولماذا كان من المهاجرين ثلاث مائة فرس ، وهم سبع مائة رجل فقط ، وكان من الأنصار خمس مائة فرس وهم أربعة آلاف؟
فهل كان المهاجرون أكثر مالا من الأنصار؟
وكيف حصلوا على هذه الثروات ، ولم يحصل الأنصار على مثلها؟! وهم يعيشون في بلد واحد ، ويجاهدون عدوهم معهم. مع كون المهاجرين قد قدموا إلى المدينة بدون أموال ، حتى تكفل الأنصار بهم ، وشاركوهم في أموالهم وبيوتهم؟!
أم أن المهاجرين كانوا مهتمين بأمر الجهاد أكثر من الأنصار؟!
ويلاحظ : أن هذه النسبة من الأفراس مع المهاجرين قد بقيت متفوقة فيهم على جميع الفئات والقبائل الأخرى .. إذ لا مجال للمقايسة بينهم وبين جهينة ، التي كانت ثمان مائة ، ومعها خمسون فرسا فقط .. وكانت أسلم أربع مائة ، ومعها ثلاثون فرسا فقط .. وكانت مزينة ألفا وفيها مائة فرس فقط ..
فما هذا التفاوت بين المهاجرين وكل هذه الفئات؟!
ألا يشير ذلك إلى أن هذه كانت أرقاما سياسية ، وليست واقعية؟!
لا يزال المقصد مجهولا :
وقالوا : لما نزل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» العرج ، والناس لا