ونقول :
إن لنا هنا وقفات هي التالية :
ترتيب الأحداث :
وقد يظن البعض : أن ثمة تناقضا بين الروايات المتقدمة ، فإنها تارة تقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أرسل إلى قريش يخيرها بين أمور ثلاثة .. فاقترح أبو سفيان عليهم أن يجحدوا حصول أي شيء يمكن فهمه على أنه نقض للعهد ..
وتارة تقول : إن أبا سفيان خرج إلى المدينة بعد خمس ليال فقط من العدوان على خزاعة. فأي ذلك هو الصحيح؟!
غير أننا نقول :
إنه لا تناقض بين تلك الروايات ، ولكن الأمور قد اختلطت على المؤرخين ، فقدموا المتأخر ، وأخروا المتقدم. فاقتضى ذلك إضافة بعض البيانات التوضيحية منهم ، فأوجب ذلك الخلل ، وبدا أن ثمة تناقضا واختلافا بين المرويات.
والحقيقة هي : أنه لو أعيد كل نص إلى موضعه لاستقام السياق وانحل الإشكال بصورة تلقائية ..
والذي نراه : هو أن أبا سفيان خرج إلى المدينة بعد خمسة أيام من
__________________
ج ٤ ص ٣٢٢ و (ط مكتبة المعارف) ج ٢ ص ٢٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٤ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٣ ص ٤٢ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج ٤ ص ٨٥٧ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤.