كوسيلة يصل من خلالها إلى مآربه ، فيحرج به رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويثير الشبهات والإشكالات حول صحة وسلامة ما يتخذه «صلىاللهعليهوآله» من مواقف ..
ولأجل ذلك خاطبته الزهراء «عليهاالسلام» بما ينسجم مع نظرته هذه ، وقالت له : ما بلغ ابني أن يجير بين الناس.
ثم تقدمت خطوة أخرى في بيانها ، لتاكيد بطلان منطق أبي سفيان فقالت : «ما يدري ابناي ما يجيران من قريش».
فإن هذه الكلمة أيضا قد صدرت وفق منطق أبي سفيان الذي يعتبر الحسنين «عليهماالسلام» مجرد طفلين صغيرين ، لا يحملان في نفسيهما أية ميزة على غيرهما.
فهما في نظره لا يملكان من التعقل ما يكفي لإدراك معنى ما يتفوهان به ، فهما إذن غير قادرين على إدراك معاني الكلمات ، فضلا عن أن يقصدا معانيها ، ليصبح لتلك المعاني تحقق في مقام التخاطب ، يصلح لترتيب الآثار عليه ، والمطالبة به ، والإشارة إليه. فهو من قبيل القضية السالبة بانتفاء موضوعها.
هما صبيان :
قال الحلبي : «قول فاطمة في حق ابنيها : إنهما صبيان ليس مثلهما يجير هو الموافق لما عليه أئمتنا ، من أن شرط من يؤمّن أن يكون مكلفا.
وأما قولها : وإنما أنا امرأة ، فلا يوافق عليه أئمتنا ، من أن للمرأة والعبد أن يؤمّنا ؛ لأن شرط المؤمّن عند أئمتنا أن يكون مسلما ، مكلفا ، مختارا. وقد