الكافر ، أثر في تأكيد حجب جميع أشكال ودرجات التوفيق ، وإيكال هذا المجرم إلى نفسه بصورة تامة ونهائية ، لينتهي به الأمر إلى أن يؤثر ذلك حتى على مستوى إدراكه ، أو على سلامة هذا الإدراك ، أو يوقع هذا المجرم في بحر من الغفلة ، والجهل ، والجهالة التي قد تصل إلى حد الغواية التامة عن طريق الرشد ، في أبسط مراتبه ، وأدنى حالاته ..
وهذا هو ما حصل لقريش بالفعل ، كما ربما يفيده قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لعائشة : «ينقضون العهد لأمر يريده الله» حيث كان لا بد من حسم أمر الطغيان القرشي ، لينتعش الشعور بالعزة لأهل الإيمان ، ويتأكد سقوط عنفوان الشرك ، ويعيش رموزه حالة الذل والخزي الأمر الذي من شأنه أن يفسح المجال أمام دعوة الحق والإيمان لتأخذ طريقها إلى قلوب المستضعفين ، الذين كانوا بأمس الحاجة إليها.
وكان الطريق إلى ذلك هو ترك قريش لتتمادى في ممارسة دورها وفق ما يحلو لها ، وترتكب حماقاتها ، وتظهر على حقيقتها ، ويتجلى خزيها لكل أحد ، لتنال جزاء أعمالها بعيدا عن أي لبس أو شبهة ، أو تأويل خادع.
النبي صلىاللهعليهوآله .. ونصر بني كعب :
وقالوا : إن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا من خزاعة يستنصرون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ويخبرونه بالذي أصابهم ، وما ظاهرت عليهم قريش ، ومعاونتها لهم بالرجال ، والسلاح ، والكراع ، وحضور صفوان بن أمية ، وعكرمة ، ومن حضر من قريش. وأخبروه بالخبر ، ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» جالس في المسجد بين أظهر