والغدر ، ونكث العهود ـ أن يتعرض للأذى من أناس فيهم حدة وشراسة. وهذا التضييع لحق هؤلاء ظلم آخر يحيق بأولئك الضحايا على يد جلاديهم ، وقتلتهم.
بنو نفاثة يعظمون الحرم :
وقد زعم صاحب ذلك الرأي أيضا : أنه ليس في العرب قبيلة أشد تعظيما لبيت الله تبارك وتعالى من بني نفاثة ..
مع أن بني نفاثة أنفسهم ، وفي نفس هذه الواقعة التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد ، قد هتكوا حرمة الحرم ، وقتلوا النساء ، والصبيان ، والضعفاء فيه. وحين حاول الناس لفت نظر زعيمهم وقائدهم نوفل بن معاوية نفسه إلى أنه يهتك حرمة الحرم لأن قتل أولئك الأبرياء قد أصبح في داخله ، وقالوا له : إلهك ، إلهك. تفوه بما يدل على إلحاده ، فقال : لا إله لي اليوم ..
فإذا كان هو فعلا أشد الناس تعظيما للبيت والحرم ، فما الذي ننتظره من سائر القبائل التي لا تعظم البيت إلى هذا الحد؟!
الخبر اليقين :
وقد أخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» بالغيب ، حين قال لهم : لكأنكم بأبي سفيان قد جاء يقول : جدد العهد ، وزد في المدة الخ ..
ونقول :
إن قضية مكة ، والتصدي بحزم لممارسات رموز الشرك فيها ، لم يكن تقبّله بالأمر السهل على الناس ، بل كان يحتاج إلى جهد كبير لإقناع الناس بصحة ذلك التصدي ، وصوابيته.