بدون أي تحفظ ، بل هو يقول لأبي سفيان : ثكلتك أمك وعشيرتك.
على أن نفس ركوب العباس بغلة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، من شأنه أن يطمئن أولئك المعاندين والمستكبرين إلى أن مكانة أبي الفضل محفوظة عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن كلمته مؤثرة لديه.
كما أن أحدا من المسلمين لا يجرؤ على إخفار جواره ، إذا دخلوا هذا المعسكر العرمرم معه وفي حمايته ، فكيف إذا أردف رأس الشرك خلفه ، وحمله معه؟
فالعباس بعد كل هذا هو الوسيلة الأكثر أمنا في الطريق ، والأكثر فاعلية وتأثيرا لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وربما يكون هناك اتفاق على طريقة عمل فيما بين العباس وبين هؤلاء ، وقد تغاضى النبي «صلىاللهعليهوآله» عن التصريح للعباس بمعرفته بها .. واستفاد العباس في الوصول إلى الهدف الكبير والخطير ، ألا وهو دخول مكة من دون إراقة دماء .. كما سيتضح في المطالب التالية ..
علم العباس بمكان أبي سفيان :
وبعد .. فإننا لا نستطيع أن نصدق ما يذكرونه من أن العباس قد ذهب إلى الأراك يبحث عن حطاب ، أو عن صاحب لبن ليرسله إلى قريش ليحذرها من هذا الجيش القادم ، ويدعوها إلى المبادرة إلى أخذ الأمان من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
بل الذي يظهر من مسار الأحداث هو : أن العباس كان عالما بمكان أبي سفيان ، وبديل بن ورقاء ، وحكيم بن حزام ، وقد قصدهم ليأتي بهم ..