النظر عن ملاحقتها ، ومجازاتها على ما اقترفته.
وذلك يمثل درسا عمليا لها في الوفاء بالإلتزامات ، وعدم الإنسياق وراء دعوة النزوات والشهوات .. كما أنه يقدم العبرة للناس ، كل الناس ، في أخذ الحق للمظلوم من الظالم ، وقصاص المعتدي .. وكفى ذلك رادعا لهم عن الانسياق وراء بني نفاثة في ارتكاب جرائم مماثلة ، قد يرون أن الظروف تسمح لهم بارتكابها ، وذلك ظاهر لا يخفى.
ج : وأما الخيار الثالث والأخير : فيقوم على فرضية الإصرار على العدوان ، وعلى مناصرة الظالمين والمجرمين .. حيث لا بد من الردع المؤثر وقطع دابر الفساد والإفساد ، فإن آخر الدواء الكيّ ، ومن الإحسان للإنسانية استئصال الغدة السرطانية التي تفتك بالوجود الإنساني كله ..
سياسات يعرفها الجميع :
وقد قرأنا في النصوص المتقدمة : أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح يستبق الأمور ، ويخبر أهل مكة بما ستأتيهم به الرسل عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى لقد حدد لهم الخيارات التي سيعرضها «صلىاللهعليهوآله» عليهم ..
وهذا معناه : أن سياسات الإسلام المشوبة بالعفو والرفق والرحمة ، والإنصاف ، والمتمثلة بأقوال وأفعال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أصبحت معروفة ، حتى لدى أعدائه.
ومما يدخل في هذا السياق أيضا يقين بني نفاثة بأن محمدا لن يسكت على نقض العهد ، وظلم الأبرياء. كما أن قريشا خافت أن يعلم رسول الله