والربط على قلوبهم ..
وإنما نريد هنا أن نشير فقط : إلى أن تخصيص عائشة بهذا الخبر الغيبي الخطير ، من شأنه أن يجعلها أكثر حرصا على رواية هذا الحدث ، وإشاعته ، ما دام أنها ترى فيه تأكيدا على دورها المميز ، وحضورها الفاعل.
ثم هو يوحي بأنها كانت بحاجة لمزيد من الدلائل والشواهد على رعاية الغيب لمسيرة الرسالة والرسول ، ليحيا من حيي عن بينة ، ويهلك من هلك عن بينة ..
وغني عن القول : أن هذا التبرير أو ذاك يبقى في دائرة التظني أو الاحتمال ، ولا يجد ما يلغيه أو ما يؤكده بصورة قاطعة ويقينية ، فما علينا إذا أوكلنا أمر ذلك إلى المزيد من التأمل والتدبر أي جناح ..
حرت في أمر خزاعة :
وأما بالنسبة لما زعمه الواقدي : من أنه «صلىاللهعليهوآله» قال : «لقد حرت في أمر خزاعة» (١) ، فهو مرفوض جملة وتفصيلا لأسباب عديدة ، نذكر منها :
أولا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يتحير في هذا الأمر ولا في سواه ، فإن التكليف الإلهي واضح لديه ، وهو واضح هنا أيضا لكل أحد ، إذ لا بد له من التعاطي مع ناكثي العهود بما يوجبه الشرع والدين .. وهو «صلىاللهعليهوآله» مسدد بالوحي ، عارف بأمر الله ، وهو عقل الكل ، وإمام الكل ، ومدبر الكل ، فلم يكن ليخفى عليه وجه الصلاح ، ولا حكم
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٨٨.