سالك ووضع الحرس عليها ، لأنه «صلىاللهعليهوآله» يعلم : كل من تنكّب الطريق لا بد من أن يعود إليها ولو بعد حين.
رسالة تهديد أم تحذير؟! :
وقد ذكروا بعض النصوص لرسالة حاطب التي قد يقال : إنها أشبه بالتهديد منها بالإخبار لهم مما يراد بهم. ففيها : «أقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله عليكم ، فإنه منجز له ما وعده الله فيكم ، فإن الله ناصره ووليه».
ثم يقال : لو صح أن هذا هو النص الذي كتبه إليهم حاطب لاستحق عليه المدح والثناء ، والتقدير ، لا الملامة والتوبيخ .. ولكان ينبغي إنفاد الرسالة إليهم ، وعدم مصادرتها.
غير أننا نقول :
إن هذه الكلمات لا تكفي لإعطاء هذا الانطباع ، لأنها قد تكون لأجل التغطية على الخبر الأهم الذي أتحفهم به ، أو يكون قد ساق هذه العبارات ليتذرع بها ـ لو انكشف الأمر ـ ويدّعي : أنه لا يقصد إلا بث الرعب واليأس في قلوب الأعداء ، علما بأن ذلك لن يجديه نفعا بعد ما صرح لهم في رسالته بما كان الرسول «صلىاللهعليهوآله» قد حذّر الناس من إخبارهم به ، وجعل الأرصاد على الطرقات ، من أجل تلافي حصوله .. وبذلك يكون حاطب قد عرّض نفسه للإدانة على كل حال .. وجعلها في موضع الخذلان والخسران ، ولا ينفعه المراء والجدل.