حرمة الحرم لدى قريش :
وإذا كانت قريش ترى : أن عزها ومجدها وفخرها هو في رعايتها لحرمة الكعبة والحرم ، فما بال الكبار فيها قد رضوا بهتك حرمة الحرم ، وشاركوا هم في ذلك ، ولم نسمع من أحد منهم كلمة ملامة لأحد من أولئك المعتدين على الأرواح ، وعلى قدس المقدسات؟! حتى بعد أن حصل ما حصل ..
وكيف يمكننا تفسير موقف قريش من قضية القتال في يوم يشك في أن يكون هو أول الشهر الحرام وهو شهر رجب ، أو آخر الشهر الذي قبله ، حيث شنعت على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأثارت عاصفة من الشكوى والتظلم من أجل ذلك ، رغم أن هذا القتال قد كان مع الظالمين والمعتدين ، والذين يصدون عن سبيل الله. قال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ. قُلْ : قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
ثم إنها وعلى أعلى المستويات فيها يعتدي كبارها على قوم بينها وبينهم عهد وميثاق. فيغدرون بهم ، ويختارون قتل خصوص النساء والصبيان والضعفاء منهم ، حتى في حرم الله تبارك وتعالى ..
__________________
(١) الآية ٢١٧ من سورة البقرة.