التدبير الصارم :
ونحن لا نشك في أن رفض جميع هؤلاء الذين سبقت أسماؤهم إنما هو بسبب أن الجميع كان قد عرف حدّه ، وألزمه الشرع بالوقوف عنده ، أو لم يترك له أي سبيل يستطيع أن ينفذ منه.
وقد ظهر ذلك من إخبار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لهم بالغيب الإلهي : بأن أبا سفيان سيرجع بسخطه ، فلم يعد أحد ليجرؤ على قبول شيء يأتيه به أبو سفيان ، لأنه يعرف أن الوحي سوف يفضح أمره ، وأن النبي «صلىاللهعليهوآله» لن يقبل بأي شيء يطلبه أبو سفيان .. ما دام أن هذا القبول سيكون ضد القرار الإلهي بإرجاع أبي سفيان ساخطا ..
فلم يعد الإصرار يشبه أبدا ما جرى في غزوة بدر من تطاول على مقام النبوة ، ومن سعي لانتهاك حرمة الحكم الشرعي الإلهي في أمر الأسرى ..
وكذلك ما جرى في أحد وفي سواها من مواقف وتحركات تدخل في هذا السياق ، فإن الأمور قد جرت في سياق استطاع أن يفضح هؤلاء في مواقفهم.
ورأى الناس بأم أعينهم في أكثر من مناسبة عدم صحة ما يدّعيه هؤلاء الناس لأنفسهم من شجاعة وإخلاص والتزام .. وقد تجلى ذلك بصورة واضحة وفاضحة في الخندق ، وخيبر ، وقريظة وغير ذلك ..
وقد عولجت تصرفات وتحركات هؤلاء الناس بصورة استطاعت أن تزيد من فضيحتهم ، وظهور خطل رأيهم ، وحقيقة ما يسعون إليه ..