الذي جعلها تستحق القتل ..
وأما الكتاب فإن التفتيش عنه لا يكفي لحسم مادة الخطر فيه ، إلا إذا كان العثور عليه حتميا ، وليس الأمر كذلك إذ هي قد تتمكن من إخفائه تحت حجر ، أو مدر ، أو بين أغصان الشجر ، أو نحو ذلك .. ثم إنها بعد إطلاق سراحها تعود إليه ، او تدل عليه من يأخذه ويوصله إلى من يتلهف عليه ، ويتشوق إليه.
ولسنا بحاجة إلى التذكر : بأن هذه الإحتياطات من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لا تعني أن جهة مسيره قد عرفت ، بل هي تعني : أنه «صلىاللهعليهوآله» لا يرضى بتعريف قريش وغيرها من أعدائه بأصل خروجه من المدينة على هيئة الحرب ، فإن ذلك يجعل الأعداء يحذرون لاحتمال أن يكونوا هم الذين يقصدهم.
كما أن نفس وجود أناس يوصلون للمشركين أخبار المسلمين مرفوض ، حتى لو كانت تلك الخبار غير دقيقة أو خاطئة من أساسها.
ردها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ثم إن ما ورد في بعض النصوص : من أنه «عليهالسلام» قد رد حاملة الكتاب إلى رسول الله ، لا يتلاءم مع أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأخذ الكتاب منها ، ثم إطلاق سراحها.
إلا أن يقال : إنه قد يكون هناك خطأ في الكتابة ، فأراد الكاتب أن يكتب (ردّه) (أي الكتاب) إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فكتب ردها.