المجزرة ، وسار إلى عسفان .. فالتقى ببديل بن ورقاء وصحبه ، وجرى بينه وبينهم ما جرى .. ثم تابع سيره إلى المدينة ، وحاول تعمية الأمور والمكر بالمسلمين بحجة : أنه لم يحضر الحديبية ، ويريد التأكيد على العهد الذي أبرم فيها ، ويزيد من مدته ، فواجه ما لم يكن له بالحسبان ، وعاد يجر أذيال الخيبة والخسران.
ثم جاءت وفود خزاعة فأخبروا النبي «صلىاللهعليهوآله» بما جرى عليهم ، فوعدهم النصر ، وأخبرهم : أنه سيرسل إلى قريش يخيرها بين ثلاثة أمور.
ثم أرسل «صلىاللهعليهوآله» رسولا إلى قريش يعلمهم ببوار مكرهم ، وافتضاح أمرهم ، ويضعهم أمام تلك الخيارات المتقدمة ..
فكان اقتراح أبي سفيان يقضي بالإصرار على جحد أية مسؤولية لهم تجاه ما حصل.
سؤال وجوابه :
ولكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو : كيف استطاع بديل بن ورقاء وصحبه أن يسافروا إلى المدينة ويعودوا منها ، ويلتقي بهم أبو سفيان في عسفان في غضون أيام يسيرة قد تتجاوز أصابع اليد الواحدة بيسير ، في حين أن المدينة تبعد عن مكة ما يقارب الأربع مائة كيلومتر .. وتحتاج ربما إلى ضعف هذا العدد من الأيام لقطعها ذهابا وإيابا ..
ويمكن أن يجاب : بأن أبا سفيان قد خرج من مكة ـ حسب زعمهم ـ باتجاه المدينة بعد خمسة أيام من المجزرة. ولكن لا شيء يدل على طبيعة سيره ،