وأما إذا كان إبراهيم «عليهالسلام» لينا فقط ، ولا يشتد حين يكون المطلوب هو الشدة ، وكان نوح شديدا ، ولا يلين حين يقتضي الأمر اللين ، فذلك يعني : أنهما غير متصفين بصفات أهل الإيمان ، وأنهما لا يعملان بشرع الله ، ولا يراعيان المصالح ، ولا يتصفان بأدنى درجات الحكمة والعصمة ، فهما لا يستحقان درجة النبوة ، لأنهما يفقدان صفات أهل الإيمان من الأساس.
فهل نريد أن نمدح أبا بكر وعمر بقيمة ذم الأنبياء ، ونسبة هذه النقائص إليهم؟!
ذل العرب .. وذل أهل مكة :
واللافت هنا : ما نسبوه إلى أبي بكر من القسم المتكرر حول أمر لا يصح ولا يجوز أن يدخل في دائرة أهداف الأنبياء «عليهمالسلام» ، فقد قال أبو بكر : «.. وأيم الله ، وأيم الله ، لا تذل العرب حتى تذل أهل مكة. وقد أمركم بالجهاد ليغزو مكة ..».
إن هدف الأنبياء «عليهمالسلام» لا يمكن أن يكون إذلال أحد من الناس ، بل مرادهم هو إخراج الناس من ذل العبودية للأهواء والشهوات ، ومن ذل عبادة الأصنام والشرك إلى العز بالإسلام ، ولا يمكن أن يريد النبي «صلىاللهعليهوآله» ذل العرب ، بل هو يريد ذل الشرك ، والكفر ، والانحراف. ولا يريد ذل أهل مكة ، بل يريد لهم أن يحترموا أنفسهم ، وعقولهم ، أن يشعروا بالكرامة الإلهية ، وبالتكريم الرباني ..