براءتها مما نسب إليها ، فضلا عن أن يهموا بالرجوع ، لأن ذلك يتضمن تكذيب الوحي الإلهي ، والطعن بعصمة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والتخطئة له ..
وإن الأمر بضرب عنقها لو أبت أن تعطيهم الكتاب يدل على أن حكم من يفشي سر المسلمين ، ويصرّ على التآمر على رسول رب العالمين ، هو القتل كائنا من كان ، حتى لو كان امرأة ..
كما أن الأمر بتخلية سبيلها بعد اخذ الكتاب منها يتضمن إرفاقا بها ، وعفوا عن جرمها ، خصوصا مع محاولتها إنكار الرسالة ، حتى إنها لم تعطهم إياها إلا بعد تهديد علي «عليهالسلام» لها ..
والقول بأنها إذا كانت لا تعلم بمضمون الرسالة فإنها تكون غير مشاركة في الخيانة ، غير مقبول ، فإنها ـ على أقل تقدير ـ تحمل رسالة تتضمن أسرارا يراد إيصالها سرا للمشركين ، وتعلم أن ظهور هذه الأسرار سيكون مضرا للمسلمين ، حتى لو لم تعلم بتفاصيل مضمون الرسالة ، وهذا يكفي لإدانتها.
الصلاة جامعة لماذا؟! :
وقد صرحت رواية المفيد : بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» أمر أن ينادى في الناس : «الصلاة جامعة» ، (وهو تعبير عن دعوة عامة لأمر مهم طارئ) فلما اجتمعوا في المسجد حتى امتلأ بهم صعد النبي «صلىاللهعليهوآله» المنبر ، وأخذ الكتاب بيده ، وطلب من صاحبه أن يعلن عن نفسه ، وإلا فضحه الوحي ..