منه أن يتولى حمايته ، وإيصاله إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ليأمن على نفسه ، فحمله على البغلة التي أذن له النبي «صلىاللهعليهوآله» بركوبها ، لعلمه بالحاجة إليها خصوصا في هذا المورد.
ثم لقيهم عمر بن الخطاب في الطريق وعرف أبا سفيان ، فحاول أن يستفيد من الفرصة لإظهار حرصه وغيرته على الإسلام ، وشدته في مناوأة أعدائه ، فطلب من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يأذن له في قتله.
ولعله كان يعلم : أنه «صلىاللهعليهوآله» لن يأذن له ، وذلك قياسا على الموارد الكثيرة جدا التي لم يستجب النبي «صلىاللهعليهوآله» لطلبه فيها ولو مرة واحدة بأن يأذن له بقتل أسرى.
ترهات وأكاذيب :
وبعد ما تقدم نقول :
إن أبا سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا : أخذ أبو سفيان وأصحابه وكان حرس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفر من الأنصار ، وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس ، فجاؤوا بهم إليه.
فقالوا : جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة.
فقال عمر ، وهو يضحك إليهم : والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم.
قالوا : قد والله أتيناك بأبي سفيان.
فقال : احبسوه ، فحبسوه حتى أصبح ، فغدا به على رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
وقال ابن عقبة : لما دخل الحرس بأبي سفيان وصاحبيه ، لقيهم العباس