الأمور ، فهم لم يراعوا الأدب في محضر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى بلغ الأمر بهم إلى التفوه بالشتائم .. دون أي مبرر معقول أو مقبول لكل ما جرى.
فلم يكن هناك مبرر لتفضيل عباس بن مرداس قومه على بني سليم ، ، فإن عيينة وإن كان قد مدح قومه ، ولكنه لم يفضلهم على أحد ..
كما أنه لم يكن يجوز لعيينة أن يشتم عباسا بحضرة رسول الله ، تأدبا مع الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وتسليما لأمره ..
ولعل هذه الهفوات الصادرة من كلا الرجلين ، كانت كافية لأمرهما بالسكوت ، دون توجيه اللوم إلى أحد بعينه ، فإن الخطأ قد صدر منهما معا ، وعليهما معا أن يراجعا حساباتهما ، ليجدا أنهما على غير سبيل هدى.
بيض النساء وأدم الإبل في بني مدلج :
وروى محمد بن عمر ، عن يزيد بن أسلم ، وأبي الحويرث : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما انتهى إلى قديد ، قيل له : يا رسول الله ، هل لك في بيض النساء ، وأدم الإبل ، بني مدلج؟!
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «إن الله عزوجل حرّمهن علي بصلة الرحم».
وفي لفظ : «ببر الوالد ، ووكزهم في لبات الإبل» (١).
ونقول :
إن هذا الذي أشار إليه النص آنفا ، لهو أمر في غاية الأهمية فيما يرتبط
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٣ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٥ وج ١٣ ص ٣٧٥.