من عزيمتهم ، ويشد من أزرهم ، ويرسخ من يقينهم.
ألا يكفي علي عليهالسلام وحده؟! :
وقد يدور بخلد أحدهم سؤال يقول : ألم يكن يكفي أن يرسل عليا وحده لأخذ الكتاب من تلك المرأة ، فلماذا أرسل معه آخرين ، مثل الزبير ، وسواه حتى إن الأسماء قد تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة؟! مع أن حاملة الرسالة مجرد امرأة ، لا حول لها ولا قوة ولا تحتاج إلى كل هذا العدد.
ألا يدلنا ذلك : على أن ثمة تصرفا في الروايات بالتضخيم ، والتهويل ، لحاجة في نفس الرواة قضيت؟!
إلا أن يقال : إنه «صلىاللهعليهوآله» أرسلهم فرقا في مسالك مختلفة حتى لا تفوتهم تلك المرأة.
ونجيب :
بأنه لا شك في أن ثمة أهدافا أخرى تتجاوز موضع مصادرة الرسالة ، ومنع وصولها إلى قريش ، ونستطيع أن نذكر من هذه الأهداف ما يلي :
أولا : إن الأمر لا ينحصر بمنع وصول هذه الرسالة إلى قريش ، بل هو يتجاوز ذلك إلى إثارة جو من الرهبة يمنع أيا كان من الناس بالتفكير في تسريب أية معلومة عن تحركات النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين إلى أي كان من الناس ..
فكان أن اختار «صلىاللهعليهوآله» عدة أشخاص لهم خصوصيات وتوجهات ، وارتباطات ، واهواء مختلفة ، ومتشعبة ، ليروا جميعا بأم أعينهم صدق الوحي الإلهي ، وليأخذوا العبرة ، وينقلوها إلى القبائل والأفراد