إنه ليس بملك :
إنهم قد رووا : أن العباس إنما رفض مقولة أبي سفيان : «أصبح ابن أخيك والله عظيم الملك» ، من حيث إن ذلك يستبطن عدم اعترافه بنبوته «صلىاللهعليهوآله» .. وإلا فقد قال تعالى عن داود : (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) (١).
وقال حكاية عن سليمان : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ..) (٢)
من الذي كان مع أبي سفيان؟! :
وقد اختلفت الروايات في الأشخاص الذين كانوا مع أبي سفيان ، وفي إسلامهم معه وعدمه ، وفي أمور كثيرة أخرى ..
فرواية تقول : لم يشعر أهل مكة برسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى نزل العقبة. وكان أبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل قد خرجا يتجسسان خبرا ، ونظرا إلى النيران ، فلم يعلما لمن هي ..
ثم لقيهما العباس ، فاصطحب أبا سفيان إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ورجع عكرمة إلى مكة (٣).
ولكن روايات أخرى ذكرت : بديل بن ورقاء ، وحكيم بن حزام. ولم تذكر عكرمة.
__________________
(١) الآية ٢٠ من سورة ص.
(٢) الآية ٣٥ من سورة ص.
(٣) البحار ج ٢١ ص ١١٨ عن الخرايج والجرائح ج ١ ص ١٦٢.