سيد كنانة!! يطلب النصيحة!! :
وأول طلب وضعه أمام الإمام علي «عليهالسلام» هو النصيحة منه.
ولا شك في أن هذا الطلب من أبي سفيان غريب وعجيب ، لا لأن عليا «عليهالسلام» يبخل بالنصيحة على أي كان من الناس .. فحاشا عليا «عليهالسلام» أن يبخل بأمر كهذا ..
بل لأن هذا الرجل لا يريد النصيحة بالحق ، بل يريد النصيحة التي تعزز وتقوي ، وتنتج تضييعا للحق ، وتزويرا للحقيقة ، وظلما آخر لأولئك الأبرياء من خزاعة ، والذين كان أكثرهم من الصبيان ، والنساء ، والضعفاء. وتقوية ونصرا لظالمهم ، ومرتكب الجريمة البشعة والفظيعة بحقهم.
والغريب في الأمر : أن يطلب أبو سفيان هذه النصيحة التي هي بهذه المثابة من نفس ذلك المعني بالحفاظ على حقوق الناس ، ويفترض فيه أن ينصر المظلوم ، وأن يأخذ بحقه من ظالمه!!
وكانت نصيحة علي «عليهالسلام» تقضي : بحمله عن الكف عن هذا السعي الظالم ، والقائم على الخديعة والمكر حتى لنبي الله «صلىاللهعليهوآله».
وتتلخص الطريقة التي اعتمدها بتذكير أبي سفيان بما يعتقده لنفسه ، من مكانة في كنانة كلها ، فأقر بأنه هو سيد كنانة.
ثم إنه «عليهالسلام» ألزمه بمقتضيات هذه السيادة التي يعطيها لنفسه ، لو كان صادقا فيما يدّعيه ، ومنها أن يقبل الناس جواره.
ولكن أبا سفيان كان يعرف أن هذه السيادة التي يدّعيها ليست بهذه المثابة ، ولا تكفي لتحقيق الغرض الذي سعى إليه ، ولكنه سأل عليا «عليه