قال لعمه العباس : من هذا؟!
قال أبو سفيان : فذهبت أكشف المغفر.
فقال العباس : أخوك ، وابن عمك ، أبو سفيان بن الحارث ، فارض عنه ، أي رسول الله!!
قال : قد فعلت.
فإن من غير المعقول أن لا يعرفه النبي «صلىاللهعليهوآله» ويعرفه العباس ، مع أنه كان من رفقاء الصبا ، كما أنه لم يزل منذ لقي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في الأبواء يتعرض له ، يلازمه ، ويسعى لاسترضائه ، ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» يعرض عنه كما صرح أبو سفيان نفسه في الرواية المشار إليها ..
عمر يغري بأبي سفيان بن الحارث :
وقد ذكرت تلك الرواية : أن عمر بن الخطاب قد أغرى أنصاريا بقتل أبي سفيان بن الحارث ..
والسؤال هو : إن هذا الإغراء قد يحصل وفق سياق رواية الواقدي ، التي هي موضع البحث ، وقد يحصل أيضا وفق سياق باقي الروايات ، وفي جميع الأحوال نقول :
لماذا يغري عمر بخصوص أبي سفيان بن الحارث ابن عم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولا يغري بعبد الله بن أبي أمية الذي أهدر النبي «صلىاللهعليهوآله» دمه ، أو بحكيم بن حزام ، أو ببديل بن ورقاء؟ ألم يكن أبو سفيان من أقارب النبي «صلىاللهعليهوآله» كما كان العباس من أقاربه؟