على التدبير الحكيم ، والضبط الدقيق للأمور من قبل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
الأخذ على الأسماع والأبصار :
لا يريد النبي «صلىاللهعليهوآله» بدعائه الله بأن يأخذ على أسماع وأبصار أعدائه أن يتدخل الله سبحانه بإعمال إرادته التكوينية ، ويفعل بهم ذلك بصورة قاهرة .. لأن هذا ظلم لهم ، (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) ..
بل هو يطلب منه تعالى : أن يتصرف في خارج دائرة اختيار أولئك المشركين ، فيؤيد المؤمنين بالتوفيقات والعنايات ، والألطاف الإلهية ، وبالتدبيرات الصحيحة ، ويفتح أبواب أفهامهم لسد الفرج ، والإمساك بالأمور بحيث لا يتمكن أحد من إيصال أي خبر عن حقيقة ما يجري داخل المجتمع الإسلامي إلى معسكر الكفر والبغي والعدوان ..
وهذا ما حصل بالفعل ..
ولهذه المباغتة تأثيرات هامة على صعيد حسم الأمور لصالح أهل الإيمان ، من حيث إن ذلك يمثل فشلا روحيا ، وإحباطا كبيرا لدى الأعداء ..
وهو يفقدهم القدرة على الإعداد والإستعداد ، وإيقاظ الهمم ، وشحذ العزائم ، ولا يبقي لهم الفرصة لرسم الخطط القتالية ، والاستفادة من عنصر المفاجأة في المواقع المختلفة ..
ثم إن جعل زمام المبادرة بيد أهل الإيمان من شأنه أن يجعل الأمور تسير باتجاه اتخاذ القرارات الحكيمة والمنصفة ، والتدبيرات المؤثرة في حسم