عذره أيضا ..
تهديد المتهم :
وعن تهديد علي «عليهالسلام» لتلك المرأة حاملة الرسالة ، قد يقال : كيف جاز لعلي «عليهالسلام» أن يهدد إنسانا متهما لم تثبت إدانته بعد؟!
ويجاب : بأن إدانة تلك المرأة قد ثبتت بالوحي. ومن أصدق من الله قيلا؟ وهو علام الغيوب؟! والعالم بما في القلوب؟
ونحن نشك في أنها لو استمرت على إنكارها فقد كان يجب على علي «عليهالسلام» أن يقتلها لسببين :
أحدهما : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» هو الذي أمره بقتلها إن أبت تسليم الكتاب ، لأن القتل هو حكم الله في المحارب لله ورسوله ، ومن يصر على إطفاء نور الله تبارك وتعالى ..
الثاني : إن تركها سوف يؤدي إلى تمكينها من إيصال الرسالة للأعداء ، ليتمكنوا من ثم من إفشال خطة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أو من إيجاد متاعب ومصاعب كان المسلمون في غنى عنها. وقد تنشأ عن ذلك خسائر كبرى في أهل الإيمان ، وربما يؤدي ذلك إلى إطالة أمد هيمنة حالة البغي والاستكبار ، والظلم والتعدي على المستضعفين من النساء والرجال ، والصبيان بصورة عامة.
وقد يعترض على ذلك : بأنه قد كان بإمكانهم أن يفتشوها تفتيشا دقيقا ، ويأخذوا منها الكتاب ، ولا تصل النوبة إلى القتل ..
ولكننا قلنا : إن الإصرار على حرب الله ورسوله ، وإطفاء نور الله هو