وهم قد يقلون وقد يكثرون. فكيف أجاز نوفل بن معاوية لنفسه أن يقيم هذه الشهادة العجيبة أمام سيد عقلاء العالم المؤيد بالوحي ، ويحظى بالتسديد واللطف الإلهي؟!
٤ ـ إن هذه الشهادة تستبطن درجة من الاتهام لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأنه يتسرّع باتخاذ قراراته في حق الأشخاص إلى حد أنه يبادر إلى إهدار دماء الناس استنادا إلى أكاذيب يزجيها إليه ركب زائر ..
٥ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد بيّن : أن نوفلا لم يكن صادقا فيما قدمه من تبريرات ، وقد صرح له : بأن الوقائع قد جاءت لتثبت خلاف مزاعمه ، فأسكت نوفل ولم يدر ما يقول ..
٦ ـ لقد رأينا : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لم يتراجع عن قراره بإهدار دم أنس بن رزين ، ولم يعر لمزاعم نوفل أي اهتمام ، وإنما عفا عنه بعد أن أكذب نوفلا فيما زعم ، فجاء العفو عن ابن زنيم تكرما من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لا انصياعا لمنطق نوفل.
غضب النبي صلىاللهعليهوآله لبني كعب :
وقد كان غضب النبي «صلىاللهعليهوآله» لبني كعب شديدا ، حتى إن عائشة لم تره قد غضب إلى هذا الحد منذ زمان. ولكنه «صلىاللهعليهوآله» لم يغضب لنفسه ، ولا لعشيرته ، ولا لفوات منفعة ، ولا كان غضبه حنقا غير مسؤول ، يخرجه عن حدود المقبول والمعقول ، بل كان غضبا لله تعالى ، وانتصارا للمظلوم من ظالمه ، ولأجل المنع من العدوان على القيم الإنسانية ، والمثل العليا ..