الأمور بأقل قدر ممكن من الخسائر ..
حتى نبغتها في بلادها :
ومن الواضح : أن مجرد أن يراك عدوك تطأ أرضه ، وتحل في بلاده يجعله في موقع الدفاع بصورة تلقائية ، ويضطره ذلك إلى الإحساس الداخلي بأن ثمة درجة من الهزيمة والخسارة قد حاقت به ، وذلك يؤثر على روحه ، ويطامن من عنفوانه ، ويخفف من عنجهيته.
كما أنه يعطيك درجة من الهيمنة على الموقف ، ويبعث فيك قدرا من الطموح ، ويثير فيك حالة من العنفوان والقوة ..
ولعل هذا وذاك هو ما يفسر لنا قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «حتى نبغتها في بلادها» حسبما تقدم.
لماذا الحديث عن قريش دون بني بكر؟! :
ويلاحظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد ركز حديثه على قريش ، دون بني بكر ، مع أن بني بكر هم الذين ارتكبوا الجريمة ، ودعوا قريشا لمشاركتهم ومعاونتهم فيها ، فسارع عدد من زعمائها إلى تلبية الطلب .. فلماذا يخصصها «صلىاللهعليهوآله» بالذكر دونهم يا ترى؟!
ونقول في الجواب :
إن رأس الطغيان في المنطقة العربية كلها ، وحامي حمى البغي والظلم والتعدي هو قريش .. ولولاها لم يجرؤ بنو بكر على مهاجمة خزاعة ، ويكفي مانعا ورادعا عن ذلك معرفتهم بحلف خزاعة مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله».